الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الصيد أنكر وجوده..والنقابيون كشفوا خيوطه بالتفصيل: الأمن الموازي..شبح «يرعب» التونسيين

نشر في  15 جويلية 2015  (11:43)

كثر الحديث مؤخرا في الوسط النقابي الأمني عن ملف الأمن الموازي واختراق الجهاز الأمني بوزارة الداخلية، خاصة امام اصرار الوزارة على عدم محاسبة بعض القيادات الأمنية المورطة في هذه الاختراقات والتي مازالت تضطلع بمهام حساسة صلبها.
ورغم أن رئيس الحكومة  الحبيب الصيد أكد خلال شهر أفريل الفارط أن البحث والتحريات أثبتا أنه لا وجود للامن الموازي في وزارة الداخلية، مضيفا أن هناك أشخاصا محسوبين على وزراء سابقين وقد تم التخلي عنهم وتعويضهم، فان بعض الأطراف الأمنية وخاصة النقابية منها عارضت هذا الرأي بشدة مؤكدة أن الاختراق تم منذ عهد الترويكا ومنذ عهد عبد الكريم العبيدي رئيس فرقة حماية الطائرات الموقوف حاليا بتهم متعلقة بقضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي، وان هذا الاختراق مازال يلقي بظلاله على المؤسسة.
ولئن نتفق على عدم تضمن القانون الجزائي لتهمة تحت مسمى الأمن الموازي، فان هذا المصطلح الذي راج عهد الترويكا أراد البعض من خلاله تأكيد اختراق الجهاز الامني ومحاولة البعض استغلال صفتهم الأمنية لخدمة مصالح سياسية حزبية أو أطراف ضالعة في تهم لها علاقة بالارهاب.

عبد الكريم العبيدي مؤسس الأمن الموازي؟

عبد الكريم العبيدي رئيس فرقة حماية الطائرات سابقا المودع بالسجن منذ جانفي 2015 بتهم متعلقة بقضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي، يعتبره البعض من أخطر عناصر خلية الأمن الموازي، بل والمؤسس لها، كما عبرت مؤخرا عديد الأطراف عن خشيتها من تسميم هذا الشاهد أو القضاء عليه وهو العنصر المحوري المهم في قضايا الاغتيال والأمن الموازي .
عبد الكريم العبيدي الشهير بالحاج ورد اسمه في جل ملفات القضايا الإرهابية والاغتيالات التي عرفتها البلاد بعد الثورة، كما ان هذا الأخير وحسب تصريحات لعدد من الأمنيين لعب دورا رئيسيا في تسهيل عبورالإرهابيين اضافة الى تدريب عدد هام من الشباب على استعمال الأسلحة في ثلاثة مراكز تابعة لوزارة الداخلية.
وبعد تناقل تجاوزات عبد الكريم العبيدي في صفحات التواصل الاجتماعي وأعمدة الصحف، قرّر وزير الداخلية السابق  لطفي بن جدو نقلته من خطته بمطار تونس قرطاج إلى خطة مسؤول باﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ لوسائل ﺍﻟﻨﻘل ببئر ﺍﻟﻘﺼﻌﺔ ببـﻥﻋﺭﻭس.
ويوم الخميس 8 جانفي 2014 أصدر  قاضي التحقيق بالمكتب 12 بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة إيداع في السجن ضد عبد الكريم العبيدي بعد أن اشتبه في تورّطه في تمكين الإرهابي «أبو مقاتل» من الفرار على سيارته الخاصة «البيجو» بعد أن أنجز مهمة اغتيال الحاج البراهمي.
وبايقاف العبيدي توقع البعض أن ملف الأمن الموازي قد أغلق، لكن بعض النقابيين كان لهم رأي مخالف حيث رأوا أن العبيدي وقعت التضحية به وايداعه السجن في حين ظلت بقية العناصر المورطة  في قضايا الارهاب والاغتيالات والأمن الموازي حرة طليقة .
حول موضوع تواصل اختراق الجهاز الأمني بوزارة الداخلية كان لنا اتصال ببعض النقابيين والامنيين للإدلاء بآرائهم.

عصام الدردوري: وجود الأمن الموازي أمر مفروغ منه

 في البداية اتصلنا برئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري الذي اكد ان موقف المنظمة من وجود أمن مواز أمر مفروغ منه، مؤكدا ان انطلاق التحذيرات حول هذا الجهاز كانت منذ وصول الترويكا للحكم، مشيرا الى أنه سبق له ان نبّه  وزير الداخلية السابق علي العريض واحاطه علما بحيثيات تكوين هذا الجهاز وذلك في اطار اعلام موثق، مؤكدا ان العريض لم يحرك ساكنا، واكتفى باستفساره عن مدى معرفته بتورط بعض القيادات على غرار محرز الزواري مدير عام المصالح المختصة في تلك الفترة والذي تبين فيما بعد أنه المؤسس الرئيسي لهذا الجهاز على حدّ تعبيره .
وذكر الدردوري أن المنظمة قدمت جزءا من المعلومات التي بحوزتها حول جهاز الأمن الموزاي الى القضاء وانها ستطرح مجموعة من النقاط الجوهرية حول اختراق المؤسسة الأمنية وتأثير الموضوع على أمن الدولة امام السلط الرسمية.
وأكد عصام الدردوري أنه ومن الناحية القانونية لا تحتوي المجلة الجزائية التونسية على مصطلح الأمن الموازي، مضيفا أنه مصطلح لغوي والمقصود به هو وجود مجموعة أمنية تعمل لصالح جهات حزبية ضيّقة بطريقة منظمة وموازية للإدارات الأمنية والفرق والوحدات المحلية والمنصوص عليها ضمن هيكليّة وزارة الداخلية، مبينا انه ومن حيث الواقعية الأمن الموازي امر مفروغ منه وان اختلفت التسميات، وهذا الجهاز يساهم في شلّ نجاعة المؤسسة الأمنية بطريقة مباشرة أوغير مباشرة وفي انتشار الجريمة الارهابية وخلق اخلالات بالجملة في عدة مستويات بالمرفق العمومي وهو ما أفضى الى سقوط جرحى وشهداء، وذكر رئيس المنظمة التونسية للامن والمواطن أن اعضاء المنظمة على اتم الاستعداد لكشف خيوط هذا الجهاز والجلوس مع كل مسؤول أو طرف رسمي في الدولة شرط أن يتسم بالجدية .  

الحبيب الراشدي:  تكليف 3 عناصر مورطة في احداث سليمان بالتكوين في ميدان الشرطة والحرس والسجون

اما كاتب عام جمعية مراقب النقابي الأمني الحبيب الراشدي فبين أن جهاز الأمن الموازي وضعته الترويكا بغاية اختراق المؤسسة الأمنية وذلك تمشيا مع وصية رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي أكد في حديث خاص أن المؤسستين الأمنية والعسكرية غير مضمونتين.
وذكر الراشدي ان عملية الاختراق لم تكن باطارات أمنية بل بواسطة اطارات مدنية لا علاقة لهم بالعمل الأمني وهم المتمتعون بالعفو التشريعي العام.
ومن ملامح اختراق المؤسسة الأمنية حسب الحبيب الراشدي تكليف 3 أشخاص بالتكوين في ميدان الشرطة والحرس والسجون رغم تورطهم في أحداث سليمان وفيهم من حكم عليه بالسجن مدة 7 سنوات ليتعين بعد الثورة في الادارة الفرعية للتكوين بالمدرسة الوطنية للسجون والاصلاح .
كما يتوضح الاختراق حسب الحبيب الراشدي في التعيينات، حيث تم على سبيل المثال تعيين رئيس مكتب حركة النهضة ببن عروس مكلفا بالفلاحة بالادارة العامة للسجون والاصلاح على حد تعبيره، مؤكدا ان صاحب نظرية تذويب الكلسترول بالشعانبي تمت ترقيته هو الآخر صلب الوزارة .
ومن بين الأمور الأخرى التي كشفها لنا الحبيب الراشدي أنه تم تعيين عدد من العاطلين عن العمل بالمعتمديات رغم عدم درايتهم  بالعمل الاداري أو التنسيقي، وذلك بهدف تمويل الجمعيات الداعمة للارهاب من خلال خزينة التنمية والتشغيل، كما بين الراشدي أن أحد الولاة على سبيل المثال كان يصلي خلف الارهابي كمال زروق في أحد الجوامع قبل تهريب زروق من قبل الأمن الموازي الى سوريا .

علي الوسلاتي:  بعض القيادات العليا صلب الوزارة تدعم المجموعات الارهابية

من جهته بيّن محافظ الشرطة العام المستقيل من وظيفته صلب وزارة الداخلية علي الوسلاتي أن الاختراق صلب وزارة الداخلية حدث منذ دخول حركة النهضة اليها، حيث عمد وزير الداخلية السابق علي العريض صحبة مستشاريه من أمنيين سابقين ومعزولين في عهد بن علي الى ضرب المؤسسة الأمنية وتهميشها .. حيث تمت انتدابات لأشخاص لا علاقة لهم بسلك الأمن ودون دراسة اضافة الى الترقيات وفق الولاءات وهذه الترقيات شملت البعض في حين حُرم منها آخرون وهو ما أحدث فرقعة وصداما بين أبناء المؤسسة الواحدة، مؤكدا أن  الاختراق تواصل بعد خروج النهضة بل أصبح أكثر خطورة لأنه وبخروج النهضة كانت قد أكملت وضع يدها على الوزارة.
واكد الوسلاتي أن بعض القيادات العليا صلب الوزارة تدعم المجموعات الارهابية مشيرا الى أن هناك قياديا أمنيا له علاقة بكمال القضقاضي وأن عبد الكريم العبيدي الموقوف حاليا مورط هو الآخر مع القضقاضي، مضيفا أن دعم الارهاب من قبل القيادات الأمنية يكون بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة كتسريب المعلومات وأماكن وجود الأمنيين وغيرها .
وذكر علي الوسلاتي ان مفعول الأمن الموازي تفاقم في الآونة الأخيرة، مؤكدا وجود شبكات تجسس وشبكات بشرية منتشرة في محيط شارع بورقيبة ووزارة الداخلية، وبين محدثنا أن ما ساهم في انتشار الأمن الموازي هو عدم تفعيل الادارة العامة للمصالح المختصة، اضافة الى ضرب مفاصل الاستعلام والاسترشاد وهو ما ساهم في عدم تحقيق نتائج ميدانية ايجابية .